حرب 1973
توصف حرب 1973 بالجرح الدامي في التاريخ الإسرائيلي، وكل الإسرائيليين لا ينسون خطاب رئيسة الوزراء غولدا مائير: “اليوم، وفي تمام الساعة الثانية، بعد الظهر بدأ الجيشان المصري والسوري الحرب ضد إسرائيل".[1]
هذه الحرب التي اعتبرت الأصعب، والتي فقدت بها أرواح كثيرة تركت بصمتها على الإسرائيليين حتى اليوم .
وصلت لإسرائيل معلومات عن نية مصر شن هجمات ضد إسرائيل وتم استدعاء الاحتياط ،أكثر من مرة ومع تكرار استدعاء الاحتياط ،هذا، كان سيؤدي إلى شلل الاقتصاد الإسرائيلي ، كما حذر وزير الدفاع موشيه ديان ،الذي قال في جلسة الحكومة أنه يجب إظهار رباطة الجأش وخصوصا أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية كانت بأن احتمالية اندلاع الحرب ضئيلة ، وبالرغم من تحذير أحد الزعماء العرب لإسرائيل بنية مصر وسوريا شن حرب ضد إسرائيل وملاحظة تحرك قوات سورية وقوات مصرية بالقرب من الحدود لكن تقديرات إسرائيل مازالت أن العرب لن يشنوا حربا ضدها فكانت المفاجأة المطلقة بأن العرب قد بدئوا الحرب في السادس من شهر تشرين اول، في بداية عيد الغفران في اليوم الأول للحرب شعرت إسرائيل بخراب البيت الثالث حيث تم اختراق خط برليف عبر قناة السويس ، وتم تدمير مائتي دبابة من أصل ثلاثمئة دبابة كان يمتلكها الجيش الإسرائيلي هناك ، ولولا تدخل الأمريكان لكان متوقعا للجيش المصري أن يصل إلى تل ابيب .
انتهت معركة الجرح الدامي بالنسبة لإسرائيل ب 2569 قتيلا و7500 جريحا و301 اسيرا وبدأت محادثات إنهاء الحرب في النقطة 101 من قناة السويس ،ليتم التوصل لوقف إطلاق النار ،وحينها وجه رئيس المعارضة مناحيم بيغن نقدا لاذعا ضد الحكومة "لماذا لا تقرون بالحقيقة أن قراركم عدم تجنيد الاحتياط كان خطاُ فادحاُ" ؟"وبدأت المظاهرات أمام الكنيست مطالبة باستقالة غولدا مائير وموشيه ديان ، وتم تشكيل لجنة رسمية برئاسة رئيس المحكمة العليا شمعون أغرانت لتستقيل غولدامائير وموشيه ديان ويتم إقالة رئيس الأركان الجنرال ديفد اليعازر ، ونتيجة هذه الحرب هي أدت إلى اتفاقية 1979 –اتفاقية كامب ديفيد .[2]
لقد تركت حرب 1973 أثراٌ عميقاُ على المجتمع الإسرائيلي :،لا ينسى ، فهذا المؤرخ الدكتور يغئال كيفنسيتساءل بعد مرور 46 عاما‘ :كيف حدث ذلك لنا؟- وبعد البحث والتنقيب يتوصل إلى أن الفشل الأساسي كان الفشل السياسي بالإضافة للمستوى الاستخباري ، مما أدى إلى المأساة الكبرى والتي جعلت هنري كسنجر يصرح أن الحرب كانت قمة الفشل السياسي، حيث أظهرت الوثائق السرية أن السادات قد طرح منذ شهر شباط من العام 1973 الدخول بمفاوضات مع إسرائيل يمكن أن توصل لاتفاقية سلام حتى شهر تشرين ثاني من نفس العام، الشيء الذي حقق المصلحة الأمريكية بالإشراف المطلق على هذه المفاوضات واستبعاد السوفييت وحققت الرغبة الذاتية لكسينجر كوسيط ذكي وقادر على الدفع للتوصل لاتفاقية كهذه ، ولكن كيسنجر ووجه برفض رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير ، ثم قدم كيسنجر جدول زمني وإطار للاتفاق، بعد عشرة أيام، وكذلك، تم الرفض.
وتم الكشف أن موشيه ديان كان قد كشف أمام هيئة الأركان في شهر أيارمن العام 1973 هذه النقاط:
1-سوف يكون اندلاع للحرب في النصف الثاني من صيف هذا العام.
2-الحرب ستندلع على شكل حرب مبادرة من قبل مصر وسوريا.
3-في الحرب سيشارك الجيشان المصري والسوري، ولن يشترك الجيش الأردني.
4-في إطار ما طرحته عليكم: أن المبادرة للحرب ستكون مصرية –سورية أطلب أن تحضروا خطة لضربة استباقية في إطار تجديد حربهم.
ولأن الاستخبارات العسكرية فشلت في تحديد موعد اندلاع الحرب بالضبط تم تأخير دعوة تجنيد الاحتياط، وبالتالي لم يتم توجيه الضربة الاستباقية المجهزة.[3]
أشرف مروان
تكلم المؤرخ الدكتور يغئال كفنس عن أشرف مروان في إطار تكلمه عن حرب 1973:
"نتساءل: هل أشرف مروان ملاك أم شيطان؟ - اشرف مروان كان صهراُ لجمال عبد الناصر والمستشار المقرب للسادات، هو الذي اقترح على الموساد تقديم خدماته، حيث وصلت منه معلومات مهمة عن السادات ليصبح صفحة مكشوفة لدى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، لكن المعلومات التي نقلها لإسرائيل قبل الحرب بشهرين بأن الحرب لن تندلع هذه السنة، كانت خاطئة مما جعل الاعتقاد بعد انتهاء الحرب أن اشرف مروان هو “عميل مزدوج".[4]
_________________________________
[1]أرشيف الدولة (مصدر سابق).
يريف بيلغ (حرب يوم الغفران: مرحلة بعد مرحلة)، يديعوت احرونوت، 12/9/2013[2]
[3]د.يغئال كيفنس (أكثر بكثير من تقصير: ما الذي لا نعرفه عن حرب 1973)، معاريف،8/1/2019
[4] د. ييغئال كيفنس (المصدر السابق).